الأحد، 8 يونيو 2014

المخدرات وتأثيرها

المخدرات وتأثيرها

المخدرات

هل تكون الحاجة إلى النسيان وإلى الإحساس بالفرح الغامر هي علة وجود هذه السموم المرعبة ؟

http://www.a-medicine.com/wp-content/uploads/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AE%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%AA%D8%A3%D8%AB%D9%8A%D8%B1%D9%87%D8%A7.jpg
توقف عن استهلاك المخدرات و غير حياتك الى الافضل
المخدرات, لنتساءل في البداية عما يعنيه تعاطي المخدرات. أن من سان هذا السؤال أن يثير سخرية البعض لشدة ما يبدو ساذجا للوهلة الأولى. ذلك أن معظم الناس يعتبرون <<المخدر>> مادة سامة ( كالحشيش والأفيون والهيروين ) تفتح أبواب الفراديس الاصطناعية. بينما توجد في الواقع العديد من المنتجات المخدرة تبدأ من بعض الأقراص الطبية ولا تنتهي بمشتقات الأفيون.
كيف نتعرف , إذن, على مدمن المخدرات ؟ بالتبعية الجسمانية أو النفسية تجاه مادة أو منتوج ما. والحال أن أناسا كثيرين يصيرون متوقفين في حياتهم على أقراص قد تكون أحيانا متضمنة للأفيون, لتهدئة ألام الصداع النصفي آو الزكام, وعلى السيجارة التي يتسبب لهم الحرمان منها ( كما هو معروف ) في >> خالة الخصاصة << , أو على الكأس التي يحتسونها بين الوجبات لأنها تشيع بداخلهم شعورا أفضل . هل يعني هذا ينبغي الإقلاع نهائيا عن تناول الأقراص المسكنة, و عن تدخين السجائر؟ اعتبارا لإقبال كثير من الناس على بعض المواد المهيجة أو المهدئة علينا أن نتحاشى الدخول في خطاب المنع المتشدد, ولنحاول خصوصا الحد من الخسائر. وينبغي أن نقر من الأفضل للشخص الذي يروم تهدئة صداعه النصفي أن يبحث عن السبب بدل التصدي لأعراض فحسب. كما أن المدخن ينبغي أن يدرك انه معرض للعديد من الأمراض. أما الإفراط في شرب الخمور, فان عاقبته معروفة جدا بحيث لا داعي للتوقف عندها. وقد أكد بعض الأطباء انه >> لو تم ابتكار الكحول في القرن العشرين, لكان يباع حاليا كمهدئ في الصيدليات شريطة الإدلاء بوصفة طبية <<.

العقاقير النفسية

أكيد أن كثيرا من الناس يتعاطون حاليا المخدرات أن قليلا أو كثيرا. لكن ثمن فرق بين القرص الطبي و القهوة والسيجارة من جهة, وما يعرف ب>>المخدرات<< من جهة أخرى . وهذا الفرق شبيه بذلك الموجود بين أوقية من البارود وقنبلة من العيار الكبير لكن ما هي >> المخدرات<< ؟ إنها القنب الهندي – بشكليه المتمثلين في الماريجوانا و الحشيش – و المواد التي تخلق حالة هذيا نية, مثل <<L.S.D>> والبسيلوسيبين والمسكالين إضافة إلى الأفيون وكل مشتقاته, والكوكايين وبعض المحلولات الكيماوية.
وجميع هذه الأنواع التي أتينا على ذكرها تغير الوظيفة النفسية, أي أنها تجعل من يتناولها منعدم الإحساس بكل صدمة أليمة, وتمده بغبطة اصطناعية, وتهيئ له أحاسيس وهمية, أو بالأحرى هلوسات قد تكون رائعة أو معذبة. وجميعها أيضا تخلق التعود, لكن لابد من نوضح بهذا الصدد أن الأفيون و مشتقاته ترسخ في متعاطيها عادة مستفحلة تؤدي به إلى خضوع جسماني لها, مع ما يترتب عن ذلك من الطلب المتزايد لجرعات أكثر قوة. فيما تسبب المخدرات الأخرى – تعودا نفسيا - .
وتشترك جميع هته الأنواع في كونها تبلبل الحالة النفسية . ونكتفي بالإشارة هاهنا إلى أن الكحول يتوفر على جميع الشروط المذكورة, وبجدر تصنيف ضمن اكتر المخدرات ضررا. وتعتبر تأثيراته معروفة جدا بحيث لاداعي لوصفها. بيد أن معرفة أضراره حديثة بعض الشيء, بما انه قبل حوالي مئة سنة بالكاد, كان بعض الأطباء, وحتى امهرهم, يتسببون في موت بعض مرضاهم بتشميع الكبد بحكم استعمالهم للخمور القوية في علاج بعض الأمراض وإذا كنا نستشهد بهته العلاجات المؤسفة, فلكي نقول ببساطة أن تأثيرات – المخدرات -, أو المواد الصيدلية الحديثة, على متعاطيها لن تعرف, ربما, بكيفية تامة إلا بعد انصرام عدد من السنين.

انواع المخدرات

اشهر انواع المخدرات
لا تتماثل المخدرات المستعملة حاليا من حيت مفعولها. بل إننا نجد, عكس ذلك, انه غالبا ما تكون تأثيراتها المتنوعة متعارضة. ويمكن تصنيفها المخدرات كما يلي :
- مخدرات النسيان : وتوفر درجة من الغبطة , واللامسؤولية, و حتى من النوم, كما تزيل الإحساس بالألم , الأمر الذي يؤدي عادة إلى إحساس رائع. واعتبارا لكون هذه الحالة – مضمونة الحدوث – ولا يشوبها أي قلق, تكتسي مخدرات النسيان خطورة خاصة. ويندرج ضمن هذا الصنف كل من الأفيون ومشتقاته (المورفين , الكوديين , الهيروين) و الكحول و بعض المهدئات و المنومات.
- المخدرات المهيجة للنفس : وجميعها في الواقع باعثه للهلوسة. أي أنها تغير نشاط الإدراك والشعور والتفكير خلال زمن محدد. ولا يترتب عن أي مخدر من هذا الصنف إحساس بالمتعة, بل بالعكس, يمكن للقلق الناجم عن مفعول (L.S.D.) مثلا أن يبلغ من القوة بحيث يصير متعاطيه مجنونا لمدة مؤقتة. ويعد (L.S.D.) والبسيلوسبين والمسكالين من أشهر هذه المخدرات. أما الماريجوانا والحشيش فهما مهيجان نفسيان >>معتدلان<< ماعدا حين يتم تعاطيهما بمقادير قوية.
- المخدرات المنبهة : جميع مخدرات هذا الصنف تؤدي إلى سرعة التفكير و الكلام, و التهيج العام, والمزاج الرائق بإفراط, والشعور بفرط القوة الجسمانية, الخ. وتندرج ضمن هذه الفئة بعض الأدوية المنبهة, والكوكايين, والافدرين,والكافئين بجرعات كبيرة. ولا تخرج المخدرات المنبهة آبدا عن قاعدة >>السداد المؤجل<< , حيث تعقب الحيوية المفرطة فترة هبوط غالبا ما تتراوح بالنسبة للكوكايين مثلا بين الانزعاج و الرعب تبعا للجرعة. وكثيرة هي الانتحارات التي سبقتها سهرة >>مزاج رائق اصطناعي<<.

سموم الجسد و الروح

- الـ(L.S.D) البسيلوسبين, المسكالين : يعتبر الـ(L.S.D) مستحضرا قاعديا مستخلصا من مهماز الجودر. ويتم الحصول على البسيلوسبين من فطر مكسيكي, فيما يستخلص المسكالين من صبا البتول. و تتشابه تأثيرات هذه المواد الثلاث كثيرا , ويصل المعدل الزمني لمفعولها إلى ثماني ساعات بالنسبة لسرعة متوسطة. ويمكن للهلوسات المترتبة عنها أن تكون بصرية (تخيل رؤية الأشخاص , تغير أشكال الأشياء وفقدان مفهوم المكان), وسمعية (حيث تتناهى إلى سمع متعاطيها إلى بعض النداءات الخافتة, والأصوات والأغاني) وقد تشمل جميع الحواس, بما فيها الشم, فيتحول الفرض الى حالم يقظان. وقد تنجم عن تعاطي البسيلوسبين أو المسكالين عواقب ذهنية (من قبيل الوسواس, و الانخراط الوجداني المطلق, الخ) دون ان تكون جسمانية, على الأقل ظاهريا. في المقابل,يضر الـ (L.S.D) بالخلايا العصبية و أحيانا >>يفصلها<< بكيفية تامة.
- الماريخوانة : تستخلص من تمار أو أزهار نبات شبيه بالقنب يعرف باسم (cannabis sativa). ويعد الكيف و الحشيش والدوامسك أنواعا من مشتقات القنب , وتتشابه تأثيراتها في الأساس. و تستهلك الماريجوانا أما بالتدخين, أو بشربها نقيعا, أو بأكلها ممزوجة ببعض الحلويات (خاصة ببلدان الشرق). وتؤدي إلى تغيير الإحساس بالزمان فيخال متعاطيها انه قد تناولها مند ساعة, في ما لا تكون قد انصرمت على الجرعة الأولى أحيانا سوى بضع دقائق. ونادرا ما تتهيأ لمستهلك الماريجوانا هلوسات, غير أن الواقع يبدو له غريبا, وذلك هو منشأ حالة ضامر الضاحك التي تنجم عن الحشيش. وقد يحدث للمدخن إلا يعود قادرا على فهم ما يقرا لأنه يفكر بسرعة كبيرة, وتتغير حالته النفسية تماما بين كلمة و أخرى. وقلما يتم استهلاك الماريجوانا من طرف شخص لوحده. إذ يجتمع مدخنوها عموما أما لتبادل الحديث أو, في الغالب, لسماع الموسيقى. وتكتسب الأصوات كما الألوان, من جراء مفعول الماريجوانا, حدة أعلى من المستوى العادي.
- الأفيون و مشتقاته :  إذا كان لا ينجم عن الأفيون تقريبا أي إحساس بالقلق, فان الذين يتعاطونه لأول مرة , في المقابل , يقيئون بنسبة سبع مرات من أصل عشر. ويتميز >>حلم اليقظة<< لمدمن الأفيون بقوة لا يشعر بها مدخن الحشيش. والى ذلك, فهو ميال إلى النعاس. وسرعان ما يعتري الخور قدراته الجسمانية و الجنسية. ويكاد لا يحس بالألم, فيما تكون أحلامه أثيرية, وخفيفة ومرحة. ويتم المشتقان الرئيسيان للأفيون في المورفين و الهيروين اللذين لا يمكن استهلاكهما إلا بحقن عبر الأوردة. وتعتبر الهروين أقوى من المرفين, ولا تصلح لأي استعمال طبي بحكم مفعولها العنيف. ولان المواد المورفينية تمتزج بالدم, فإنها تصل فورا إلى الدماغ محدثة مفعولها وهلوستها الشديدين. بعد ذلك يستبد بمتعاطيها خدر عام يجعله مرتخيا ولا مباليا بأي شيء. ويعد الافيون, والمورفين و الهيروين (دون نسيان الكوديين) مخدات في غاية الخطورة بسبب سرعة تعود الفرد عليها وما ينجم عنها من انحلال جسماني. كما أن الهيروين أكثرها خطورة, وغالبا ما يموت مدخنها. لذا يعتبر تعاطيها انتحارا بطيئا. وإذا كانت الكوكايين و الانفيتامينات مهيجات, فان ما توفره من طاقة للجسم مجرد >>قروض<< في ذمته. ومن المنطقي إلى تعود للجسم – بعد >>سدادة<< معدد متغير من >>الافتراضات<< - أية طاقة على الإطلاق. وعند وصوله لهده المرحة من الوهن يتعذر عليه استئناف نشاطه, لذلك إذا لم يحظ متعاطي هذه الأنواع من المخدرات المهيجة بتدخل طبي سريع لإنقاذهم, فان مصيرهم هو الموت لا محالة.
صفحة الطب البديل على الفيسبوك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق